مقال الفنان و الكاتب / مجاهد العزب
المجلة - العدد السابع اكتوبر 2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر ترى ...
فى معرض الفنانة القديرة د. سماء يحيى وجديد أعمالها بمشاركة الأديب الكبير د. صلاح الراوى ونصوصه المبهرة ، ووسط هذا الكم الهائل من الكتابة النقدية حول الأعمال ، أجدنى مهموما بالابتعاد عن النقد والتحليل هذه المرة والاكتفاء بما كتبه أصدقائى الأجلاء الذين حاولوا كل برؤيته ، فاتحًا بابُا مغايرًا للتفكير والمناقشة حول قضية موازية للإبداع والنقد ، كتبتها من قبل وأعيد طرحها هنا بالذات علها تفيد ، مذكرًا فى الوقت نفسه بقصة قصيرة للكاتب الألمانى " باتريك زوسكند " ترجمها إلى العربية طلعت الشايب ، تحت عنوان " هوس العمق " . قصة سردية عن فنانة تشكيلية ومعرضها الأول ، ثم كتابة ناقد فى صحيفة ما ، مفندا ومحللا الأعمال الفنية متهما إياها بالافتقار إلى العمق !! . هكذا ، لتبحث الفنانة بعدها عن كيف يأتى العمق المزعوم . تروح وتجىء بين الكتب والمراجع .. تتابع المعارض المختلفة فى كل اتجاه ، تحاور مبدعيها وزوارها . تجلس منزوية بالساعات داخل غرفتها المغلقة ، هائمة صائمة تنظر إلى لوحاتها بحثا عن الغائب كما قال ناقدها ، فلا تجد . ينتهى بها الحال بالبقاء داخل جدرانها .
أين يكمن العمق ؟!
أنظر ترى ..
لو عاد الزمن بنا ، قبل أن نكبر ونصبح ـ كما يدعون ـ أصحاب رأى وكلمة . هناك ، حيث بيوتنا القديمة وحاراتنا الضيقة وخنقة الجدران البالية . لو عدنا ، إلى ذاكرة الطفولة والصبا ، نيامًا فوق أسرتنا بأعمدتها النحاسية ، متشاركين ووجوهنا إلى السقف الناشع ببقع المياه والرطوبة ، يلفنا الصمت قليلا ممتنعين عن شقاوة معتادة ، وتهدأ للحظة صيحات الشارع وثرثرات النساء اللواتى جبلن عليها . لحظة من التوغل داخل الذات واستعادة الصور . ماذا نرى حين تمسح أعيننا صدأ ذلك السقف القديم ؟!!
اثنان فقط ، تجمعهما سن واحدة وتراكم معرفى واحد ومدرك ثقافى شبيه ، يرى أحدنا جنات نعيم وأعناب ومخلوقات أليفة طيبة القلب ، يستعيد هدهدة أمه صغيرا وضحكات أبناء عمومته يلعبون وسط الدار ، ويرى الآخر وحوشاً وضباعاً وكتلا حجرية وبيوتًا مهدمة ، وصياح أبيه وصفعات أقرانه وقت خروجهم من حصة الدرس
!!أين يكمن العمق ؟
حين تمر عبر أنوفنا روائح الشواء وتلفحنا جمرات الفحم المتقد بدفئها فنستعيد دفء مكان ، وسهرات الأحبة فى ليالى الشتاء الباردة ؟ ، أو أحضان من مروا تاركين وراءهم آثارهم فينا ؟ ، أو نرى همومنا الحارقة وذكريات الفقد وحرمان الفقر وقت عز علينا امتلاك قطعة لحم ونيران مدفأة ؟
فى سقف قديم صدئ ، أم فى رائحة لحظة عابرة ؟ ـ هه ؟
!ثم ماذا يكون العمق أصلاً ؟
و" السؤال باب المعرفة "
!هكذا عُلمت فى مراحلى الأولى من عمرى وقت كان التعليم جيدًا حقيقيًا وله نتاج واضح ، بيد أن الأمر لم يدم طويلا وضاعت الجودة كما ندر معها المُجد من المعلمين
والسؤال الذى ظل يراودنى ويراوغنى بمكر معاند طوال الوقت : هل كان على معرفة ما ورائية الأشياء / الواقع الذى نراه ؟ ، أو بمعنى آخر أكثر دقة : ما علاقتى والميتافيزيقا ؟ ، فعرفت " أن الفن لا ينبغى أن يقتصر على محاكاة الطبيعة المادية وحدها ، بل يجب أن يكون نقطة انطلاق نحو التجربة الميتافيزيقية لكى يتيح للمشاهد أن يدنو من ( الفكر الإلهى ) الذى إليه خلق المادة وخلق الهبة التى يستطيع بها الفنان أن يفيض الروح فيما يصنع " (1)
!!انظر ترى
لا اللون لون ، ولا الخط خط ، ولا الصورة صورة ، ولا الواقع واقع مهما يكن ومهما تكن أكيدًا موقنًا منه ، فحقيقة الصورة هى ما نراه نحن فرادى ، والواقع ما نعيشه ونرويه نحن ـ أيضا ـ فرادى ، وما سبق من تاريخ هو محض تصور أسطورى على أية حال ، والتاريخ لا يعنى العميق منه أو الموغل فى القدم ، بل هو اللحظة ما قبل قراءتك تلك السطور التى بين يديك الآن .
الكل تصور افتراضى / نسبى لما هو واقع عابر لحظى ، تحول إلى تاريخ بمجرد تركه أو العبور عليه ، نستعيده كالأساطير بأوجه مختلفة تحكمها البنية العقلية والتراكم المعرفى والمدرك وبعض خبرات مضافة ، إلى جانب الدافع المحفز لاستعادتها وما علق فى الذاكرة من وقائع مماثلة .
!!أين يكمن العمق إذن ؟
هل هو الرؤية المبنية على التذكر واستعادة التراكم المعرفى كما هو الحال عند إفلاطون ؟ ، أم هو الأفكار تتوالد وتعيد إنتاجها وتتشكل وفقًا لمستحدثاتها كما قال أرسطو ؟ . هل هو الروح وتحليلاتها بما تختلقه الذات المبدعة كما عند هيجل ؟ ، أم المخيلة وتصاعداتها واستشراف ما سيكون وفقًا لمقدمات تبنى عليها النتائج كما هو الحال عند كروتشه ؟ ، أم فى النهاية هو محو الأثر بعد استهلاكه وتفكيك صورته الأولى التى كان عليها واسـتحداث جديد كما يقول جاك دريدا ؟
أم هو فعل ذات يراد به إحداث أثر أيًا كان هذا الأثر ـ كما أظن أنا ـ يمتد على استقامته بالضرورة داخل المتلقى أو الناظر إلى العمل الفنى ، يحثه على استنهاض الكامن والمتراكم وإعادة التفكير ، أو دفعه ـ ربما ـ إلى التمرد والثورة على واقع أليم والبحث عن واقع مغاير متجاوز ؟
هكذا ، كلها أمور تحدث حين التلقى
ومن شروط العمل الفنى الجيد ، أن يكون عميقًا فى ذاته ، لكننا لا نستطيع بأية حال إدراك مدى العمق إلا إذا توافرت لدينا القدرة على استيعاب العمل الفنى كاملاً والتفاعل معه ، وفقًا لمدركنا الثقافى والمعرفى ، وما يتكشف لدينا من متراكم ذاتى ووعى ، لنعود بعدها إلى تحليله والبناء عليه أو التفكير فيه بصورته الجديدة برؤية وأفكار أكثر اتساعًا .
ثم ماذا ؟
!!انظر ترى
العمل الفنى يحث فقط ، أو يدفع المتلقى إلى رؤية المتراكم لديه وإدراك الواقع ، أو استشراف المستقبل ، فكل مهمة الإبداع هى الحث . أما إدراك العمق والإحالات ـ تداعيات النص ـ أو مستويات الرؤية البصرية ، فكلها تأتى فى مهام التلقى الأساسية ، وفقًا لمدركات وتراكمات معرفية قادرة على التفاعل مع العمل الفنى حين تلقيه ، أو استنباط المخزون العميق من دلالات لون وخط ومساحات وأشكال ، إلى آخره من مفردات وإلا : فمن أين يأتى العمق إذن ؟!
.نعم ، انظر ترى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إفلاطون ـ كتاب الفن البيزنطى ـ د. ثروت عكاشة
المجلة - العدد السابع اكتوبر 2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر ترى ...
فى معرض الفنانة القديرة د. سماء يحيى وجديد أعمالها بمشاركة الأديب الكبير د. صلاح الراوى ونصوصه المبهرة ، ووسط هذا الكم الهائل من الكتابة النقدية حول الأعمال ، أجدنى مهموما بالابتعاد عن النقد والتحليل هذه المرة والاكتفاء بما كتبه أصدقائى الأجلاء الذين حاولوا كل برؤيته ، فاتحًا بابُا مغايرًا للتفكير والمناقشة حول قضية موازية للإبداع والنقد ، كتبتها من قبل وأعيد طرحها هنا بالذات علها تفيد ، مذكرًا فى الوقت نفسه بقصة قصيرة للكاتب الألمانى " باتريك زوسكند " ترجمها إلى العربية طلعت الشايب ، تحت عنوان " هوس العمق " . قصة سردية عن فنانة تشكيلية ومعرضها الأول ، ثم كتابة ناقد فى صحيفة ما ، مفندا ومحللا الأعمال الفنية متهما إياها بالافتقار إلى العمق !! . هكذا ، لتبحث الفنانة بعدها عن كيف يأتى العمق المزعوم . تروح وتجىء بين الكتب والمراجع .. تتابع المعارض المختلفة فى كل اتجاه ، تحاور مبدعيها وزوارها . تجلس منزوية بالساعات داخل غرفتها المغلقة ، هائمة صائمة تنظر إلى لوحاتها بحثا عن الغائب كما قال ناقدها ، فلا تجد . ينتهى بها الحال بالبقاء داخل جدرانها .
أين يكمن العمق ؟!
أنظر ترى ..
لو عاد الزمن بنا ، قبل أن نكبر ونصبح ـ كما يدعون ـ أصحاب رأى وكلمة . هناك ، حيث بيوتنا القديمة وحاراتنا الضيقة وخنقة الجدران البالية . لو عدنا ، إلى ذاكرة الطفولة والصبا ، نيامًا فوق أسرتنا بأعمدتها النحاسية ، متشاركين ووجوهنا إلى السقف الناشع ببقع المياه والرطوبة ، يلفنا الصمت قليلا ممتنعين عن شقاوة معتادة ، وتهدأ للحظة صيحات الشارع وثرثرات النساء اللواتى جبلن عليها . لحظة من التوغل داخل الذات واستعادة الصور . ماذا نرى حين تمسح أعيننا صدأ ذلك السقف القديم ؟!!
اثنان فقط ، تجمعهما سن واحدة وتراكم معرفى واحد ومدرك ثقافى شبيه ، يرى أحدنا جنات نعيم وأعناب ومخلوقات أليفة طيبة القلب ، يستعيد هدهدة أمه صغيرا وضحكات أبناء عمومته يلعبون وسط الدار ، ويرى الآخر وحوشاً وضباعاً وكتلا حجرية وبيوتًا مهدمة ، وصياح أبيه وصفعات أقرانه وقت خروجهم من حصة الدرس
!!أين يكمن العمق ؟
حين تمر عبر أنوفنا روائح الشواء وتلفحنا جمرات الفحم المتقد بدفئها فنستعيد دفء مكان ، وسهرات الأحبة فى ليالى الشتاء الباردة ؟ ، أو أحضان من مروا تاركين وراءهم آثارهم فينا ؟ ، أو نرى همومنا الحارقة وذكريات الفقد وحرمان الفقر وقت عز علينا امتلاك قطعة لحم ونيران مدفأة ؟
فى سقف قديم صدئ ، أم فى رائحة لحظة عابرة ؟ ـ هه ؟
!ثم ماذا يكون العمق أصلاً ؟
و" السؤال باب المعرفة "
!هكذا عُلمت فى مراحلى الأولى من عمرى وقت كان التعليم جيدًا حقيقيًا وله نتاج واضح ، بيد أن الأمر لم يدم طويلا وضاعت الجودة كما ندر معها المُجد من المعلمين
والسؤال الذى ظل يراودنى ويراوغنى بمكر معاند طوال الوقت : هل كان على معرفة ما ورائية الأشياء / الواقع الذى نراه ؟ ، أو بمعنى آخر أكثر دقة : ما علاقتى والميتافيزيقا ؟ ، فعرفت " أن الفن لا ينبغى أن يقتصر على محاكاة الطبيعة المادية وحدها ، بل يجب أن يكون نقطة انطلاق نحو التجربة الميتافيزيقية لكى يتيح للمشاهد أن يدنو من ( الفكر الإلهى ) الذى إليه خلق المادة وخلق الهبة التى يستطيع بها الفنان أن يفيض الروح فيما يصنع " (1)
!!انظر ترى
لا اللون لون ، ولا الخط خط ، ولا الصورة صورة ، ولا الواقع واقع مهما يكن ومهما تكن أكيدًا موقنًا منه ، فحقيقة الصورة هى ما نراه نحن فرادى ، والواقع ما نعيشه ونرويه نحن ـ أيضا ـ فرادى ، وما سبق من تاريخ هو محض تصور أسطورى على أية حال ، والتاريخ لا يعنى العميق منه أو الموغل فى القدم ، بل هو اللحظة ما قبل قراءتك تلك السطور التى بين يديك الآن .
الكل تصور افتراضى / نسبى لما هو واقع عابر لحظى ، تحول إلى تاريخ بمجرد تركه أو العبور عليه ، نستعيده كالأساطير بأوجه مختلفة تحكمها البنية العقلية والتراكم المعرفى والمدرك وبعض خبرات مضافة ، إلى جانب الدافع المحفز لاستعادتها وما علق فى الذاكرة من وقائع مماثلة .
!!أين يكمن العمق إذن ؟
هل هو الرؤية المبنية على التذكر واستعادة التراكم المعرفى كما هو الحال عند إفلاطون ؟ ، أم هو الأفكار تتوالد وتعيد إنتاجها وتتشكل وفقًا لمستحدثاتها كما قال أرسطو ؟ . هل هو الروح وتحليلاتها بما تختلقه الذات المبدعة كما عند هيجل ؟ ، أم المخيلة وتصاعداتها واستشراف ما سيكون وفقًا لمقدمات تبنى عليها النتائج كما هو الحال عند كروتشه ؟ ، أم فى النهاية هو محو الأثر بعد استهلاكه وتفكيك صورته الأولى التى كان عليها واسـتحداث جديد كما يقول جاك دريدا ؟
أم هو فعل ذات يراد به إحداث أثر أيًا كان هذا الأثر ـ كما أظن أنا ـ يمتد على استقامته بالضرورة داخل المتلقى أو الناظر إلى العمل الفنى ، يحثه على استنهاض الكامن والمتراكم وإعادة التفكير ، أو دفعه ـ ربما ـ إلى التمرد والثورة على واقع أليم والبحث عن واقع مغاير متجاوز ؟
هكذا ، كلها أمور تحدث حين التلقى
ومن شروط العمل الفنى الجيد ، أن يكون عميقًا فى ذاته ، لكننا لا نستطيع بأية حال إدراك مدى العمق إلا إذا توافرت لدينا القدرة على استيعاب العمل الفنى كاملاً والتفاعل معه ، وفقًا لمدركنا الثقافى والمعرفى ، وما يتكشف لدينا من متراكم ذاتى ووعى ، لنعود بعدها إلى تحليله والبناء عليه أو التفكير فيه بصورته الجديدة برؤية وأفكار أكثر اتساعًا .
ثم ماذا ؟
!!انظر ترى
العمل الفنى يحث فقط ، أو يدفع المتلقى إلى رؤية المتراكم لديه وإدراك الواقع ، أو استشراف المستقبل ، فكل مهمة الإبداع هى الحث . أما إدراك العمق والإحالات ـ تداعيات النص ـ أو مستويات الرؤية البصرية ، فكلها تأتى فى مهام التلقى الأساسية ، وفقًا لمدركات وتراكمات معرفية قادرة على التفاعل مع العمل الفنى حين تلقيه ، أو استنباط المخزون العميق من دلالات لون وخط ومساحات وأشكال ، إلى آخره من مفردات وإلا : فمن أين يأتى العمق إذن ؟!
.نعم ، انظر ترى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إفلاطون ـ كتاب الفن البيزنطى ـ د. ثروت عكاشة
مقال د/ هبة الهواري
سماء يحيى و تشكيل الأنثى المقدسة
جريدة نهضة مصر - 5- يوليو- 2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التقيتها و هي تستلهم الشعر و تستحضر قوة الكلمات و الحروف و تشكل أيقوناتها الملونة السحرية و ترصعها بكلمات طاغور و فؤاد حداد و صلاح جاهين و صلاح الراوي ، تتردد في رحابها مقاطع خلابة من سيرة بني هلال ، التقيتها في تلك الأنثى المقدسة الساحرة التي تكرسها في لوحاتها الشجية ، هي نفس البنت ترسمها و تطلقها في الملكوت ...نفس البنت الملتفة بالورود و إزارها من سحب و غيوم ، نفس البنت تتشبث بقناديل الأمل و الحلم ، تضيء حنيناً و شجناً ،تضحك فتملأ الكون بالأريج ،ترسم خطوطها الشجاعة بيقين العارفين ، تنطق بالحكمة و هي الصغيرة المتسربلة بالنقاء ،المطمئنة بالصبا و العشق ، المستبشرة بالغناء الرخيم ، المزدهرة بالتحليق الحر ،المرتلة لترانيم الخلق الطهور ، أمنياتها ودٌ و ظل و نسائم الحقول ، تترقرق مع النيل و تهفو روحها لتعبر ذلك البحر في الشمال ،ترسم الفنانة سماء يحيى تلك المرأة المقدسة الكونية التي تمتلك سر الخلق و يتفجر منها الميلاد و الخصوبة و النماء ، تلتقط مفهوم دائرية الزمن و تثبيت اللحظة و دوام التجدد الذي يكمن في جوهر الفكر الفلسفي الإنساني و بالذات في بلاد الشرق الأقصى حيث تشربت روحها تلك القيم في سنوات الطفولة ، ترى في لوحاتها البهيجة استلهاماً لتلك الأنثى العليمة الطاهرة التي ترتحل في الوادي تجمع أشلاء أوزوريس و تضخ فيه الحياة من جديد ، هي من اختبأت في أحراش الدلتا بحورس ، هي العذراء من طافت الوادي بالمسيح ، هي الأميرة ذات الهمة و بهية و ناعسة و نعيمة، تلك التي لها عينا غزال و لها جيد غزال و لها عود كما البان ووجه كالقمر ليلة الرابع عشر كما وصفها نجيب سرور على لسان ياسين.
إن استلهام الحركات التعبيرية للرقصات الشعبية و إيقاعتها في التصوير عند سماء يحيى لهو ملمح بارز و شديد الخصوصية ، حيث تقتطع ومضاتها من زمن الرقصة و تبثها لتدوم ،حيث انسجام الإيقاع مع نبض الهدير الكوني المتسق ،رأيتها تصور مقاطع من أشعار رابندراناث طاغور من مجموعته قرابين الأغاني ( جيتانيجالي Gitanijali ) تصاحب اللوحات و تشترك معها في نفس المضمون و الفكرة و الإيقاع ، و هو استيحاء لمدرسة الباتا الهندية التي تصاحب الصور بمقاطع شعرية و أغاني .ورأيتها و هي تمتزج بنصوص الأدب الشعبي المصري و تذوب معها ثم تتوسل بلغتها الفنية أداة تشكيلية لنصها البصري الخلاب .
والوحدة الرئيسة لدى سماء هي جسد تلك الأنثى و هو يحتل معظم فراغ اللوحة و هو يتقدم كل العناصر التي تأتلف حولها لتشكل السياق الكثيف الذي تتجلى فيه هذه الأنثى ، وتتأكد النقاط المحورية لدى سماء في تأكيدها على التضاد اللوني و المكاني بين جسد الأنثى و باقي النسيج التشكيلي و على الفصل الناعم دونما تعسف بينها و بين ما يحتويها من مفردات و هي تؤكد الاتجاه و مراكز الثقل عن طريق تشكيل و تحريك ذلك الجسد الأيقونة في فضاء اللوحة الرقصة ،فهي مطرقة في وجوم و انتظار ،أو جالسة في شرفتها المزخرفة تحتضن قطتها ذات السبع أرواح ، أو هي راقدة في فراشها المذهب المخملي ترتدي ثياباً تكشف زيناتها في ترقب ، أو متكئة تحادث الهدهد و تنصت مع النجمات و الهلال ، تبحر خصلات شعرها البواح في المدى الأزرق الرحيب ، أو تكبله في ضفائر الطفولة المعقودة بشرائط الكتمان ،تتخذ بجسدها و حركة رأسها دوماً هيئة الانتظار يمتد في براحها زرقة البحر و قاربان و تطل النجوم و القمر يطيع الطلسم السحري و يستجيب للوفاق ...يحرسها و يرقيها و يتجلى تاجاً فوق رأسها الجميل ...طوقاً من أحجبة له خدام الجن السبعة و أفئدة صدعها الوجد من بشر تواق ..
والاتزان يتكون عند سماء من العلاقات المكانية بين المفردات و العناصر المحيطة ببطلتها ، سواء كانت فرشاً و أثاثاً أو سور شرفة و حيوانات و طيور و فواكه و أشجار مثمرة أو كانت زيناتها الذهبية التي ترتديها الأنثى في الحكايات الشعبية كالحلق المخرطة ، و الحجاب المثلث ،و الكردان ذي الصفوف السبعة المبروكة، و تنبض اللوحات بالإيقاع المتولد من الترديد لبعض الوحدات الزخرفية في الزينات و المفردات المحيطة بجسد الأنثى ، أو من تنوع الخطوط الأفقية و الرأسية و الحادة و اللينة كذلك .كما أن الحركة التي تؤديها الفتاة أو الهيئة التي تتخذها تضمر إيقاعاً ناشئاً من ثنايا جسدها في مواضعه المختلفة المتنوعة التي تشي بكتمان لطاقة الخلق و بوح مكبوح بسطوة الأنثى و تنبئ تلك الإيماءات الإيروتيكية عن اعتمالات كونية موارة تسجنها الأطر و الكيانات الموروثة و تحجبها أبنية و أسوار تتضح في كل ما وضعته سماء لحوائها الأيقونة .
و لقد اجتازت الفنانة سماء يحيى طريقها في التعبير التشكيلي عبر استخدامها لوسائط مختلفة كالألوان الزيتية و العجائن و الأصباغ ،كما استخدمت أقمشة مطبوعة بأسلوب الباتيك ،و خصوصاً في تجربتها مع النصوص الشعرية لطاغور ،و استخدمت كذلك و سائط الأكريليك .وأكاسيد الألوان الطبيعية و الصناعية و المساحيق البراقة المتوهجة ..تعلو ما بين عتو الطاقة الحارة بكل تدرجاتها الحمراء الدموية و البرتقالية ..و تهدأ حيث قاع الأزرق المحيط المسلقي في هدأة الليل و همسات القمر .
وتتعلق صبغة التماسك الذي يفيض مع انبعاث المعنى بجودة تشكيل المبنى بالسهولة أو المرونة التي تحقق بها الفنانة سماء عملية التنظيم و التشكيل ، أو تكوين البيئة الخاصة بعالمها الفريد الثري،حيث الفضاء المشيد المركب من نسيج منسجم متآلف من نغمات لها جوهر أصيل راسخ واحد و تجليات عدة ،تتفتح في ذهن المتلقي و هو يشهدها تنبت بين يديه في يسر لطيف .يعبر حدود المشهد الشاخص و الفتاة المكرسة و يسبر غور الرموز و العلامات و يفك شفرات و يتذوق دلالات ، توقظ وعيه و تنشطه و تغويه بالقراءة الصحوة الفاعلة.
و لقد اجتازت سماء في أثناء تجريبها لفكرة التناص الأدبي التشكيلي و هي في حد التماس بين اللغوي و البصري مقامات من القراءة لإشعاعات النص الممكنة التي يضخها النص الأدبي من محيط دائرة المعنى دون أن يبتعد أو يفارق ، دون أن يبرح البرزخ النابض الموار ، دون أن يفلت من بين يديها و فؤادها مركز القراءة اليقظة حول نويات النص ، تلك الرحلة الفريدة التي عبرتها سماء في عام 2009 و التي تستعد الآن لخوضها من جديد و نحن ننتظرها بشغف حيث تكون مع نصوص لأديب واحد يكون له دور في خلق النص التشكيلي الأدبي ممتزج مع دور الفنانة . و أنا على ثقة بأن التطور و النمو السريعان اللذان يميزان مسيرة سماء الفتية سوف يظهر أثرهما في الامتزاج البصري التشكيلي بين جوهر روح النص الأدبي و هيئة تشكله في جسد له حروف و تكوينات مرئية ملموسة نابضة ...تسبح في فضاء التشكيل و تظهر للمتلقي مبنى و معنى و حضوراً قوياً ...لتظل تلك المعزوفة تنبض ...و تظل الأم المقدسة الساحرة تمتلك ناصية الوجود و يظل السؤال هل حقاً توجد للنساء طريقتهن الخاصة في إبداع رموز العالم ؟ في إبداع المجاز والكنايات الخاصة بهن؟ ..هل حقاً أجسادهن هي أهم تلك الرموز في لا وعيهن وفي إبداعهن الأدبي والفني بالتالي، هل هن مولعات بإعادة تشكيل ذلك الجسد وإعادة صياغة علاقته بأصله –جسد الأم-؛وإعادة صياغة علاقته بالعالم ؟
الفنانة المصرية سماء يحي تحلق بعالمها الساحر -- مقال للاستاذة /نجوى العشري
________________________________________________________
. كان اهتمام سماء يحي في دراستها العليا منصباً على حضارات وسط آسيا و الحضارات الهندوسية كمدخل لإنتاج أعمال تصويرية معاصرة و هذا ما يفسر اهتمامها بعالم الحضارات الشرقية القديمة المليء بالسحر و الأحلام و الأنوثة و الخصوبة و هو ما يظهر في أعمالها التي تستلهمها من طقوس و رموز لديانات أمم ذهبت بها الأيام لتعبر من خلالها إلى أحلام و تجارب يعيشها الإنسان المعاصر .فالنساء و الفتيات في لوحاتها مستلهمات من حضارات مصر و الهند : ايزيس ، إنانا ، جايا ، دورجا ، و اللاتي كانت الشعوب تقدسهن كرمز للخصوبة و العطاء و المنح فهن تميمة البقاء الأبدية التي تحمي الإنسانية من الفناء و الزوال ، فهي المرأة كالأرض تعطي و تنبت و لا تطلب أكثر من الرعاية و الحنان و إن كانت هي مصدرهما !
بجانب المرأة فإن التيمة الرئيسية في أعمال سماء يحي هي " الهلال " الذي يحرس الأرض و المرأة معاً .فهو الذي يتحكم في دورة المد و الجزر ، و يحدد موسم الحصاد و ترتبط به دورة " خصوبة " المرأة ، و هو الذي يعكس نور الشمس على الأرض بعد الغروب و هو الذي تتحدد مع ظهوره مطالع الشهور. و اللوحة لدى سماء يحي هي حالة كونية من الانسجام و التناغم مع المحيط بها ، كما تعكس التنوع بين سكون اللحظة و الحركة الداخلية للعناصر ، و بين وحدة الحالة و تنوع أساليب التعبير عنها سواء بالخط أو باللون أو بالحركة و الرمز في إطار سياق واحد للوحة .
و لوحات سماء يحي تعكس مفهوماً شرقياً قديماً – هو مفهوم أديتي Aditi - أي توافق الجانب الأنثوي الإبداعي للإنسان مع عقله و روحه و أحاسيسه ، كما تعكس مفهوماً صوفياً هو توحد الإنسان في الكون و ذوبانه في حالة السمو ، مع مزيج من ثقافة و رؤى عولمية ترتكز على مفاهيم و قيم ما بعد الحداثة في خليط لمعالجات غير تقليدية لمدارس أوروبية و أخرى شرقية بجانب المفاهيم الشعبية المصرية الراسخة و التي تختلط بمثيلتها الهندية و التركية و الأسيوية .
كل ذلك بألوان قوية و صريحة تذكرنا بأساطير الأزمان و ليالي شهرزاد و مع ذلك تبدو شخصياتها و كأنها خرجت للتو من عالم واقعي لتعيد المتلقي إلى فطرته الطفولية و حياته الشعبية ليتذوق نوعاً من الجمال البكر بعيداً عن المدارس التقليدية ، فاللوحة عند سماء يحي هي حالة فريدة من الحلم الإبداعي يجمع بين البهجة و القوة , و بين البراءة و الشهوة ، و بين الحب و الكبرياء ، و بين لذة الحلم و جفاف الواقع لتخلق صورة بصرية متفردة .فهي تريد كما تقول أن تخلق مشاهد جمالية خالصة تتناهى في بساطتها ، و حتى الأطفال الصغار يتفاعلون مع الشكل و الموضوع و يتفهمونه و يتذوقونه أيضاً ، و هذا سر من أسرار لوحاتها .
الناقدة ا/ نجوى العشري
ديسمبر 2011
________________________________________________________
. كان اهتمام سماء يحي في دراستها العليا منصباً على حضارات وسط آسيا و الحضارات الهندوسية كمدخل لإنتاج أعمال تصويرية معاصرة و هذا ما يفسر اهتمامها بعالم الحضارات الشرقية القديمة المليء بالسحر و الأحلام و الأنوثة و الخصوبة و هو ما يظهر في أعمالها التي تستلهمها من طقوس و رموز لديانات أمم ذهبت بها الأيام لتعبر من خلالها إلى أحلام و تجارب يعيشها الإنسان المعاصر .فالنساء و الفتيات في لوحاتها مستلهمات من حضارات مصر و الهند : ايزيس ، إنانا ، جايا ، دورجا ، و اللاتي كانت الشعوب تقدسهن كرمز للخصوبة و العطاء و المنح فهن تميمة البقاء الأبدية التي تحمي الإنسانية من الفناء و الزوال ، فهي المرأة كالأرض تعطي و تنبت و لا تطلب أكثر من الرعاية و الحنان و إن كانت هي مصدرهما !
بجانب المرأة فإن التيمة الرئيسية في أعمال سماء يحي هي " الهلال " الذي يحرس الأرض و المرأة معاً .فهو الذي يتحكم في دورة المد و الجزر ، و يحدد موسم الحصاد و ترتبط به دورة " خصوبة " المرأة ، و هو الذي يعكس نور الشمس على الأرض بعد الغروب و هو الذي تتحدد مع ظهوره مطالع الشهور. و اللوحة لدى سماء يحي هي حالة كونية من الانسجام و التناغم مع المحيط بها ، كما تعكس التنوع بين سكون اللحظة و الحركة الداخلية للعناصر ، و بين وحدة الحالة و تنوع أساليب التعبير عنها سواء بالخط أو باللون أو بالحركة و الرمز في إطار سياق واحد للوحة .
و لوحات سماء يحي تعكس مفهوماً شرقياً قديماً – هو مفهوم أديتي Aditi - أي توافق الجانب الأنثوي الإبداعي للإنسان مع عقله و روحه و أحاسيسه ، كما تعكس مفهوماً صوفياً هو توحد الإنسان في الكون و ذوبانه في حالة السمو ، مع مزيج من ثقافة و رؤى عولمية ترتكز على مفاهيم و قيم ما بعد الحداثة في خليط لمعالجات غير تقليدية لمدارس أوروبية و أخرى شرقية بجانب المفاهيم الشعبية المصرية الراسخة و التي تختلط بمثيلتها الهندية و التركية و الأسيوية .
كل ذلك بألوان قوية و صريحة تذكرنا بأساطير الأزمان و ليالي شهرزاد و مع ذلك تبدو شخصياتها و كأنها خرجت للتو من عالم واقعي لتعيد المتلقي إلى فطرته الطفولية و حياته الشعبية ليتذوق نوعاً من الجمال البكر بعيداً عن المدارس التقليدية ، فاللوحة عند سماء يحي هي حالة فريدة من الحلم الإبداعي يجمع بين البهجة و القوة , و بين البراءة و الشهوة ، و بين الحب و الكبرياء ، و بين لذة الحلم و جفاف الواقع لتخلق صورة بصرية متفردة .فهي تريد كما تقول أن تخلق مشاهد جمالية خالصة تتناهى في بساطتها ، و حتى الأطفال الصغار يتفاعلون مع الشكل و الموضوع و يتفهمونه و يتذوقونه أيضاً ، و هذا سر من أسرار لوحاتها .
الناقدة ا/ نجوى العشري
ديسمبر 2011
Le visioni notturne Samaa Yahia
Un legame di sangue con l’Egitto mi spinge ad approfondire la conoscenza dell’artista Samaa Yahia, incontrata alla XIV edizione del premio San Valentino di Vico del Gargano, forse un richiamo di appartenenza alla terra che gli ha dato i natali. Non posso certo dimenticare, che la mia bisnonna è sepolta nel cimitero monumentale del Cairo. Forse questo il motivo o l’attrazione verso alcune opere esposte nel Palazzo della Bella in occasione della Mostra Premio di San Valentino? Il mio pellegrinare lungo i corridoi e nelle stanze del Palazzo della Bella alla scoperta e ricerca di pittori diversi, mi ha spinto a fermarmi per ben due volte ad ammirare le elaborazioni artistiche e linguistiche di Samaa Yahia.
La mano sicura dell’artista si sofferma spesso a ritrarre le donne nella loro femminilità, che si guardano allo specchio quasi che lo stesso, diviene specola della vita, che dilata l’immagine sino a coglierne solo un piccolo frammento.
Frammento questo, che diviene punto fermo di riferimento e sulle tele utilizza un sistema comunicativo, che congiunge, l’artista al pubblico, lo spazio espositivo con spazio personale e sociale. Con i suoi scritti teorici le opere di Samaa sono solenni ed enigmatiche, in cui il vuoto, gioca un ruolo a dir poco preponderante, punteggiato soltanto da pochi elementi essenziali.
Una riflessione sui colori usati da Samaa fa pensare a una diversa rifrazione del colore stesso, quasi, che un corpo luminoso sia in grado di stimolare la visione, divenendone quindi, una ricerca della fusione tra colore e tela, tela e colore.
Il risultato è un originale ritratto filtrato attraverso il sapere e una visione veritiera dell’immaginazione o del sogno, che diventa realtà costante, nel quale, gli oggetti ricordo, occupano vita nei posti più impensati.
Samaa Yahia, riesce a mettere in piedi, ambientazioni quasi uniche e sulle tele con elaborati intrecci, racconta storie, nelle quali la narrazione si sviluppa lentamente tanto che sembra quasi sospesa e immobilizzata nel tempo. La ricchezza dei temi, raccontano una vita intensa di luci e di ombre, che da sempre si sovrappongono, colori e ombre che spesso risultano falsati dalla realtà stessa della vita.
Forse l’artista, alla ricerca di personaggi reali, si sofferma a rielaborare storie raccontate da altri, mentre la vita velocemente scorre come sabbia tra le mani, cercando di ritrovare per un attimo, la vera densità della sottrazione dalla sua terra natia.
Anna Sciacovelli
Un legame di sangue con l’Egitto mi spinge ad approfondire la conoscenza dell’artista Samaa Yahia, incontrata alla XIV edizione del premio San Valentino di Vico del Gargano, forse un richiamo di appartenenza alla terra che gli ha dato i natali. Non posso certo dimenticare, che la mia bisnonna è sepolta nel cimitero monumentale del Cairo. Forse questo il motivo o l’attrazione verso alcune opere esposte nel Palazzo della Bella in occasione della Mostra Premio di San Valentino? Il mio pellegrinare lungo i corridoi e nelle stanze del Palazzo della Bella alla scoperta e ricerca di pittori diversi, mi ha spinto a fermarmi per ben due volte ad ammirare le elaborazioni artistiche e linguistiche di Samaa Yahia.
La mano sicura dell’artista si sofferma spesso a ritrarre le donne nella loro femminilità, che si guardano allo specchio quasi che lo stesso, diviene specola della vita, che dilata l’immagine sino a coglierne solo un piccolo frammento.
Frammento questo, che diviene punto fermo di riferimento e sulle tele utilizza un sistema comunicativo, che congiunge, l’artista al pubblico, lo spazio espositivo con spazio personale e sociale. Con i suoi scritti teorici le opere di Samaa sono solenni ed enigmatiche, in cui il vuoto, gioca un ruolo a dir poco preponderante, punteggiato soltanto da pochi elementi essenziali.
Una riflessione sui colori usati da Samaa fa pensare a una diversa rifrazione del colore stesso, quasi, che un corpo luminoso sia in grado di stimolare la visione, divenendone quindi, una ricerca della fusione tra colore e tela, tela e colore.
Il risultato è un originale ritratto filtrato attraverso il sapere e una visione veritiera dell’immaginazione o del sogno, che diventa realtà costante, nel quale, gli oggetti ricordo, occupano vita nei posti più impensati.
Samaa Yahia, riesce a mettere in piedi, ambientazioni quasi uniche e sulle tele con elaborati intrecci, racconta storie, nelle quali la narrazione si sviluppa lentamente tanto che sembra quasi sospesa e immobilizzata nel tempo. La ricchezza dei temi, raccontano una vita intensa di luci e di ombre, che da sempre si sovrappongono, colori e ombre che spesso risultano falsati dalla realtà stessa della vita.
Forse l’artista, alla ricerca di personaggi reali, si sofferma a rielaborare storie raccontate da altri, mentre la vita velocemente scorre come sabbia tra le mani, cercando di ritrovare per un attimo, la vera densità della sottrazione dalla sua terra natia.
Anna Sciacovelli
· المرأة بعيون شرقية
الفنان و الناقد د/محسن محمد عطية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحتفل الفنانة "سماء يحى" فى لوحاتها بجمال للمرأة أنيق وحالم ...فترسم الجسد بالألوان , وهى تنساب بقوة واندفاع ... وترسم الوجه بانفعال جميل,وللشعر المنسدل خطوطه الإيقاعية البارعة, والتى تتبع فى اتجاهاتها أوزاناً شرقية , تشجى النفوس وهى تتراقص... وللألوان حس عفوى يلبى نداء الغريزة ... و بعد عاطفى يدعو من المشاهد للتوغل فى الأعماق الدافئة, ولأن يتأمل الأجواء الحالمة... إن الفنانة الواعدة ترسم مشاعرها برموز نصفها مرئى ونصفها الآخر موحى به.
· الجمال الخطر
الأديب /أحمد صبرى أبو الفتوح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف تحمل اللوحة تناقضها فى داخلها، كأنهـا بعد أن تطالعها العين ستتطور إلى نقيضها، المرأة تشهر أسلحتها فى مواجة نفسها، شعرها الثعبانى يوشك أن يطوق عنقها ويخنقها، ناهينا عن طيورها العاجزة عن الطيران، فيما صدرها يوحى بثراء كبير، وأسباب رائعة للحياة، إن الجدل بين ما هو حركى وما هو ساكن فى لوحات سماء يحيى يجعل الرائى يلهث وراء المعانى، ويستمتع بهذا اللهاث.
الأديب /أحمد صبرى أبو الفتوح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف تحمل اللوحة تناقضها فى داخلها، كأنهـا بعد أن تطالعها العين ستتطور إلى نقيضها، المرأة تشهر أسلحتها فى مواجة نفسها، شعرها الثعبانى يوشك أن يطوق عنقها ويخنقها، ناهينا عن طيورها العاجزة عن الطيران، فيما صدرها يوحى بثراء كبير، وأسباب رائعة للحياة، إن الجدل بين ما هو حركى وما هو ساكن فى لوحات سماء يحيى يجعل الرائى يلهث وراء المعانى، ويستمتع بهذا اللهاث.